الثلاثاء، ديسمبر 20

لماذا حماس هي الأفضل؟

لماذا حماس هي الأفضل؟

د.صلاح الخالدي

في الرابع والعشرين من كانون الأول "ديسمبر" عام سبعة وثمانين كانت البداية والانطلاقة لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وهي الآن ملأ السمع والبصر، وتنتقل من نجاح إلى نجاح، بإذن الله تعالى، وقد حققت الكثير في الربع قرن الأول من عمرها المديد إن شاء الله.
وأحب في هذه الذكرى الطيبة أن أذكر أحبابنا بما يلي:
- كانت بداية الحركة بداية جادة وخطيرة وهامة، فلم تكن ولادتها من القصور المترفة ولا من الفنادق الفخمة. وإنما وُلدت من الميدان الجهادي العملي الساخن، حيث الانتفاضة الأولى عام سبعة وثمانين، وحيث الجرحى والشّهداء، والعرق والتعب، والتحدي والمعاناة، وهذه البداية رسمت لها الطريق الجهادي، وقد ألهم الله قادتها وضع ميثاقها الواضح الجاد الثابت الكاشف، الملزم لها ولكل حركة مجاهدة مثلها.
- وألهم الله قادتها اختيار اسمها الرائع، ذا الأحرف الأربعة التي هي اختصار اسمها المكون من ثلاث كلمات رائعة، وأصبح هذا الاسم يتردد على كل لسان لسلاسته ورقته ودلالته "رمزيته" .. كما ألهم الله قادتها حسن اختيار شعارها الأخضر، وراياتها الخضراء، والذي هو رمز للخضرة والخصب والنجاح، وهكذا يذكرنا بالكتيبة الخضراء ذات العشر آلاف مُجاهد، التي شكلها رسول الله صلى الله عليه وسلم لفتح مكة، ولم يكن يُرى منهم إلى "الحُدَّق"، ولما رآها أبو سفيان زعيم مكة استسلم وقال: لا قِبل لأحد بهؤلاء!.
- حماس هي الأفضل؛ وقد ثبت من خلال المسيرة المُباركة لحماس أنها هي الأفضل، من بين جميع الحركات على الساحة الفلسطينية وغيرها، وأنها هي "المحبوبة" عند الجماهير العربية والإسلامية، وأنها مُتمكنة من قلوبهم وعقولهم، وهم لا يُحبونها لجمالها فقط _مع انها جميلة ورائعة_ ولكن يحبونها لبرنامجها وميثاقها، يحبونها لطبيعتها وخط سيرها، إن السمعة المميزة لحركة حماس أنها حركة جهادية، وطبيعتها طبيعة جهادية، وخط سيرها هو الجهاد، وقد قدمت قادتها شهداء في سبيل الله، وقدمت الآلاف من أفرادها أسرى.
- ومن مقررات القرآن القاطعة تفضيل المُجاهدين على القاعدين، فميزان التفاضل والتميز عند الله هو: التقوى والجهاد. قال تعالى:  لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (95).
المُجاهد متقدم على الصالح التقي بدرجة، وليست مسافة الدرجة بضعة سنتمترات، وقد قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد المسلمين: " أما أنها ليست بعتبة أمك، ما بين الدرجة والدرجة كما بين السماء والأرض.."
المُجاهدون الصادقون _ من حماس وغيرها_ مُتألقون في السماء العليا، وكواكب مُضيئة في سماء الأمة. والمسلمون القاعدون، صغار واقفون على "الثرى" ملتصقون بالأرض، وأين الثرى من الثريا؟!
- دليل أن المُجاهد هو الأفضل إضافة على ما ورد في القرآن، ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: " طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة .."
- ومن أكثر ما أعجبني في هذا الأمر ذلك الحوار الرائع الذي جرى بين عُمر بن الخطاب رضي الله عنه وبين مجموعة من الصحابة.
قال لهم: من هو أفضل المسلمين؟
قالوا: أنت يا أمير المؤمنين..
[وكانوا صادقين في الجواب، لأن عُمر رضي الله عنه أفضل المسلمين بعد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ولكن عمر أراد أن يُبين فضل المُرابطين والمُجاهدين وأن يتواضع .. ]
قال لهم: لست بأفضل المسلمين!
قالوا: فمن هو الأفضل إذن؟
قال: هو رجل مرابط مُجاهد في بلاد الشام، على ظهر فرسه، لا يدري أسبع يفترسه، أم أفعى تلدغه، هذا أفضل منكم ومن أمير المؤمنين!
وأقول في هذا المقام: رحم الله امرءا عرف قدر نفسه، ولا يجوز لأحد يحترم نفسه أن "يرفع سعره"! وأن يتعالى على من هو أفضل منه! وهل يعقل أن يكون القاعد أفضل من المُجاهد؟ ذلك القاعد في الغرفة المكيفة، المُجهزة، المهيأة، وفيها كل وسائل الترفيه والراحة، وبين يديه كل ما يريد من طعام وشراب وكماليات ورغبات، هل يستوي ذلك مع المجاهد فضلاً عن أن يفضل عليه!
يا قومنا: اعرفوا أقداركم ومنازلكم، واعرفوا للمجاهدين قدرهم ومنزلتهم، إنهم أساتذتنا وقدواتنا وعنوان عزتنا، وتيجان رؤوسنا. وصد القائل فيهم ..
هم الرجال وعيب أن يقال لغيرهم رجال
(البوصلة)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق