السبت، مارس 17

الإمبرطورية الشيعية العُظمى !!





د. صلاح الخالدي

الحرب الوحشية ضد الشعب السوري الأبي المجاهد، ليست حرب بشار الأسد وحده، ولا حرب رجاله وجنوده وشبيحته وحدهم، ولا حرب طائفته التي احتلت سوريا قبل حوالي نصف قرن بإسم حزب البعث وحدها. إنها حرب هؤلاء المتوحشين المجرمين وحرب آخرين وراءهم.. وإن الشعب السوري الأبي المجاهد لا يحارب هؤلاء القتلة وحدهم، إنما يحاربهم ويحارب من هم وراءهم، المستفيدين في الحقيقة من هذه الحرب الشيطانية، والمخططين لها، والقاطفين لثمارها!
ومعنى هذا أن ضحايا هذه الحرب من الشهداء والجرحى والمعوقين والأسرى والمشردين والمنكوبين ليسو في رقبة عصابة وجنود بشار وحدهم، لكن هؤلاء الضحايا والمصابين في رقبة عصابة بشار وفي رقبة أسيادهم الذين يحركونهم ويساندونهم.
وعلينا في مناسبة مرور عام كامل على الثورة المباركة في سوريا أن نحسن النظر إلى ما يجري على الأرض السورية المجاورة، وأن نحسن فهم الأحداث وتحليلها وتقويمها، وأن نتمتع بوعي وفطنة وفهم وذكاء وأن نرى الخيوط الدقيقة السرية الخفية التي تربط أعضاء عصابة الأسد الحاكمة بالمستفيدين من تلك الحرب، والموجهين لها.
إن الذين يحاربون أهلنا في بلاد الشام في الحقيقة هم الإيرانيون ومن معهم، وبعبارة أخرى هم الشيعة المسيطرون على إيران وما حولها. وإن طبيعة الحرب على أرض الشام حرب طائفية مذهبية، هم أرادوها هكذا، وهم خططوا لها لتكون هكذا، وهم الذين يريدون منها تحقيق أهداف دينية وطائفية مذهبية.
وإن هذه الحرب المذهبية الدينية الشيعية موجهة ضد أهل السنة والجماعة وإن الشعب السوري الأبي لا يحاربونه لأنه سوري، ولا لأنه ثار ليطالب بحقوقه، ولا لأنه تظاهر ضد عصابة الأسد، إنما يحاربونه لأنه شعب يمثل أهل السنة، ويحاربون من خلاله أهل السنة.
وبين أهل السنة في سوريا وطائفة الأسد المحتلة لسوريا مواجهات مستمرة من قرون عديدة، وهذه الطائفة المحتلة تسمي نفسها الطائفة العلوية، وهذا كذب، إنما هي الطائفة النصيرية، وأفرادها أتباع نبيهم المرتد "محمد بن نصير" وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه بريئ منهم، وقد كانوا خلال القرون الماضية خدماً في بيوت أهل السنة، ولذلك يحقدون على أهل السنة.
ولما احتل الفرنسيون سوريا سارع النصيريون إلى خدمتهم وحرب أهل السنة معهم، ونجح النصيري اليهودي حافظ الأسد باختطاف سوريا واحتلالها بعد تسليم الجولان لليهود عام 1967م. ومنذ ذلك التاريخ والنصيريون يصفون حسابهم مع أهل السنة في سوريا ويأخذون بثأرهم منهم.
ولما نجحت الثورة الشيعية في إيران _ باتفاق وتنسيق مع الأمريكان _ استيقظت الأحلام الشيعية الكامنة منذ قرون، وبدأوا من طهران والنجف يخططون لنشر المذهب الشيعي وحكم المنطقة من أفعانستان إلى البحر الأبيض المتوسط.
وبدأ التعاون الوثيق بين النظام الشيعي الفارسي في طهران والنظام النصيري الطائفي في دمشق.. ونجح الشيعة في احتلال العراق مع الأمريكان، وسلمت أمريكا العراق لعدوتها اللدودة _ في الظاهر_ إيران. وتمت تقوية شيعة لبنان، من خلال دعم وتسليح حزب الله، وأصبح نص الله هو الحاكم الفعلي الحقيقي للبنان.
ونجح الشيعة في إقامة الهلال الشيعي، طرفه على الحدود الباكستانية على الخليج العربي، وطرفه الغربي على البحر الأبيض المتوسط، ورتب الشيعة مع أفرادهم وخلاياهم في دول الخليج العربي واليمن لتحريك الأحداث، والالتحاق في الوقت المناسب بالإمبرطورية الشيعية!
ولما تململ أهل السنة في سوريا للتخلص من حكم عصابة استمر حوالي نصف قرن تحرك الأخطبوط الشيعي، وأمر القادة في طهران رجالهم في بغداد وفي بيروت بدعم حكم دمشق، لأنه إن سقط بأيدي أهل السنة لم تنجح المخططات الشيعية لحكم المنطقة.
ولذلك صرح أحد رجال طهران بعد أيام من أحداث سوريا قائلاً: إن سوريا بالنسبة لطهران خط أحمر، وهي خط الدفاع الأول، ولن تتخلى عنها بسهولة! وأمرت طهران رجلها في بغداد _المالكي_ بدعم حاكم دمشق بعشرات الملايين، وأقامت جسراً إلى دمشق، قدمت فيه الأسلحة والعتاد لحكم الأسد، ثم قام جنود إيرانيون بالإشتراك مع الشبيحة في قتل الشعب السوري لأنه سني.
لقد أراد الشيعة المخططون لحكم المنطقة أن تكون الساحة السورية ميداناً لحرب أهل السنة، واستعبادهم، فإذا نجحوا فيها فسيقيمون الإمبرطورية الشيعية الفارسية العظمى، من أفغانستان وباكستان شرقاً إلى البحر الأبيض المتوسط غرباً، وإن نجحوا في القضاء على الثورة السورية لا سمح الله فسيضمون إليهم إمارات الخليج ثم يحكم الحوثيون اليمن.. وفتش بعد ذلك عن أهل السنة وعلمائهم وعقيدتهم تحت الركام!!
هذه هي حقيقة الأحداث الخطيرة في سوريا وهذه أبعادها .. فهل من بصير ومفكر معتبر؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق